Home » Conservation News » النسور أحسن منظفي البيئة، يجب علينا المحافظة عليهم

النسور أحسن منظفي البيئة، يجب علينا المحافظة عليهم

نشرت الصحيفة الالكترونية “هسبريس” يوم 15 نوفمبر 2012 خبرا تحت عنوان: “كواسر تثير الرعب بدوّار ضواحي وزّان“. و للأسف الشديد فان الخبر كان يتضمن الكثير من المغالطات كوزن و طول الطائر و بأنها أثارت الرعب لدى السكان و هذه كلها معلومات مجانبة للصواب. وقد أثار هذا الخبر الكثير من التعليقات على الإنترنت و التي كانت اغلبها سلبية و تنم عن عدم الوعي بالخصائص الايكولوجية للنسور وخاصة سلوكيات التغذية عندهم. فهذه الطيور نادرا ما تهاجم الحيوانات السليمة، ولكن قد تقتل الجرحى أو المرضى ولكن يبقى الجيف طعامهم الرئيسي. ورغبة مني في توضيح هذه الأمر وتنوير الرأي العام أود هنا أن أقدم بعض المعلومات الموجزة عن هذه الطيور، وعدد أنواعها في المغرب الكبير (شمال غرب أفريقيا) والدور الذي تلعبه في النظام الإيكولوجي.

ما هي النسور وما هي خصائصها الرئيسية و أدوارها البيئية؟

تعد النسور من الطيور الجارحة ذات أجنحة كبيرة و واسعة جدا، باعتبارها تتغذى على الجيف فإنها تحلق عاليا لكي تبحث على جثث الحيوانات النافقة أو بقايا الفرائس. عضلات الأجنحة ضعيفة إلى حد ما بالنسبة إلى وزن الجسم ومنطقة الجناح، لذا فهي تعتمد بالتالي على التيارات الحرارية الدافئة من أجل الطيران الانسيابي، و لهذا فأنها عادة ما تكون غير نشيطة في ساعات الصباح. معظم الأنواع لا تملك الريش على الرقبة و الرأس يعني صلعاء الرأس (للبقاء نظيفة عند التغذية على الجثث). مخالبها قصيرة نسبيا بالمقارنة مع حجمها أو مقارنة مع غيرها من الطيور الجارحة الكبيرة مثل العقبان. جميع النسور المتواجدة في منطقتنا الجغرافية (شمال أفريقيا، الشرق الأوسط و أوروبا) متخصصة في أكل الجيف و واحد منهم متخصص في العظام.  هذه الخاصية تجعل من النسور أحسن طاقم لتنظيف الطبيعة و بالمجان. معظم أنواع النسور مهدد بالانقراض بسبب التسمم والقتل غير المشروع.

النسور في المغرب الكبير: أسمائهم و وضعهم

كانت هناك خمسة أنواع تتوالد (تعشش) في المغرب في الماضي، لكن معظمها انقرض في القرن العشرين بسبب التسمم أساساً. في الوقت الحالي ثلاثة أنواع فقط لا تزال تعشش في المغرب كما في باقي المنطقة المغاربية، واحد منهما على وشك الانقراض. فيما يلي قائمة أنواع النسور التي تم تسجيلها في المغرب. بالإضافة إلى الأنواع الثلاثة المعششة، هناك نوع منقرض و لكن مهاجر من أوروبا بشكلٍ سنوي، وهناك أيضا أنواع مهاجرة من منطقة الساحل في غرب إفريقيا (انقر على الروابط للمزيد من المعلومات حول كل نوع وللصور كذلك): 

– كاسرالعظام أو النسر الملتحي (الاسم العلمي: Gypaetus barbatus):

إنقرض من تونس و نادر جدا في الجزائر. في المغرب، انقرض من الريف و الهضبة الوسطى و الأطلس المتوسط إلا أنه لا يزال يتوالد في الأطلس الكبير. ‘مهدد بخطر انقراض أقصى’ إقليميا لأن أعداده قليلة (أقل من 10 أزواج في المغرب). يتغذى أساسا على نخاع العظم، لديه عادة إسقاط العظام من ارتفاع عال على الصخور لتحطيمها و من ثم إبتلعها، يأخذ أيضاً السلاحف في مخالبه و يسقطها من ارتفاع عالٍ على الصخور لتحطيمها و أكلها. 

– الرخمة أو الرخمة المصرية (الاسم العلمي:Neophron percnopterus):

النوع الوحيد الذي لا يزال يتوالد بإعداد لا بأس بها في المغرب الكبير بشكل عام. لكن لم يعد يتوالد في العديد من المناطق و مهدد بالإنقراض في مناطق أخرى. يعتبر من الانواع المهددة بالانقراض على المستويين الدولي و الوطني. اعداد كبيرة من الطيور المتولدة في شبه الجزيرة الابيرية و فرنسا تمر عبر المغرب مرتين في السنة من و إلى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.

– النسر ذو القلنسوة (الاسم العلمي: Necrosyrtes monachus):

يتواجد هذا النوع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و هو ‘مهدد بخطر انقراض أقصى’. زار المغرب مرة أو مرتين فقط في منطقة واد الذهب في القرن العشرين. يشار إليه أحيانا باسم “جامع القمامة” من قبل السكان المحليين.

– النسر الأسمر (الاسم العلمي: Gyps fulvus):

إنخفضت أعداده كثيراً خلال النصف الثاني من القرن العشرين بسبب التسمم أساساً. يمكن أن يكون هناك بعض الأزواج مازالت تعشش في جبال الأطلس على الأرجح، أو ربما إنقرض كنوع معشش (و لكن حذاري من إستعمال كلمة إنقراض من دون دراسة ميدانية تثبت ذلك). وطنياً ‘مهدد بخطر انقراض أقصى’ بدون اي شك. العديد من الطيور من أوروبا لا تزال تمر عبر المغرب مرتين في السنة من منطقة تكاثرها في شبه الجزيرة الأيبيرية وفرنسا إلى منطقة البيات الشتوي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

– النسر المرقط أو نسر أبقع (الاسم العلمي: Gyps rueppelli):

يتواجد هذا النوع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و هو ‘مهدد بخطر انقراض أقصى‘. سنويا ترافق بعض الطيور من هذا النوع النسر الأسمر من منطقة الساحل في غرب إفريقيا (موريتانيا، السنغال، مالي، والنيجر..) إلى أوروبا مروراً بالمغرب.

– النسر الإفريقي أو نسر أبيض الظهر (الاسم العلمي: Gyps africanus):

هو نوع مستوطن في منطقة افريقيا ما جنوب الصحراء ويعد أيضا من الانواع ‘المهددة بخطر انقراض أقصى‘. لقد تم تسجيله لأول مرة في المغرب وفي شمال إفريقيا عام 2014 في نواحي تطوان. انقر على الإسم العلمي من أجل مقارنة ثلاثية بين هذا النوع وبين كل من النسر الأسمر و النسر المرقط.

– النسر الراهب (الاسم العلمي: Aegypius monachus):

إنقرض من والجزائر والمغرب (لم يكن يتوالد في تونس) .قبل انقراضه من المغرب كان يعشش في منطقة طنجة وربما أيظاً في الهضبة الوسطى. لا تزال بعض الطيور تعبر بشكل سنوي مضيق جبل طارق من شبه الجزيرة الأيبيرية إلى المغرب حيث تقضي فصلي الخريف و الشتاء. 

– نسر أذون (الاسم العلمي: Torgos tracheliotos):

إنقرض من تونس والجزائر والمغرب. قبل انقراضه من المغرب كان يعشش في الهضبة الوسطى و الأطلس المتوسط و الصحراء.

النسور السمراء في صراع أخوي على جثة بقرة نافقة شمال المغرب
النسور السمراء في صراع أخوي على جثة بقرة نافقة نواحي تطوان شمال المغرب. النسر صغير الحجم نسبياً ذو الرأس الأسود تماماً على يسار الصورة هو النسر الإفريقي

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *