خلال كل موسم قنص، أو حتى خارج أوقات القنص، يقترف بعض القناصين (أو الصيادين) الغير المسؤولين أفعال شنيعة ضد الحياة البرية. تذكّر هذه المقالة القراء بما يجب أن يفعله الصياد المسؤول والمحترم في أثناء الصيد.
الصيد أو القنص
الصيد هواية، رياضة و متعة عرفها الإنسان منذ القِدم ومارسها أجدادنا كمصدر للغذاء و من أجل إنقاص أعداد الحيوانات الضارة بالمحاصيل والماشية. وفي أيامنا هذه مع انتشار أسلحة الصيد والسيارات الحديثة وقلة الوعي لدى الكثير من هواة الصيد، أدى إلى نقص الطرائد و انقراض العديد من الحيوانات البرية التي كانت تزين المناظر الطبيعية وانحصر تواجدها في أماكن قليلة ونائية. ولهذا إخواني، يسعدني أن أقدم لكم بعض من أخلاقيات الصيد التي يجهلها البعض منا أو لا يعرفها من الأساس، ويوجد الكثير ولكني اخترت لكم هذه والتي من المفروض أن يتحلى بها كل من يريد الصيد.
أولا:المحافظة على البيئة
أ – الأشجار و النباتات:
يلاحظ من بعض الصيادين الإسراف في التحطيب إن كانت لحاجه أو لغير حاجه المهم أن يجمع كميه كبيره من الحطب. يا أخي نحن لا نقول لك لا تحطب بل نقول لك لا تسرف، خذ قدر حاجتك فقط وذلك كي تستفيد ويستفيد غيرك. بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا} سورة الإسراء: 27. ولا تقتلع أي من النباتات أنت لست بحاجة إليها إلا في وقت الضرورة فينبغي علينا المحافظة عليها. تخيل أخي الكريم صحراء من غير أشجار ومن غير نباتات ماذا نرى رمال فقط بلا حياة.
ب – الطيور و الحيوانات الأخرى:
يلاحظ أيضا أن بعض الصيادين يقومون برحلة لصيد الطيور وعندما تنتهي فترة الصيد يذهبون إلى منطقة ولا بد أن تكون هذه المنطقة نظيفة وبعد ذلك يخرجون ما تم اصطياده من طيور ويقوم كل شخص باستلام طير وتتم عملية التنتيف للطيور ومن ثم يخرجون ما بداخل بطونها وتقطع الاجنحه والأرجل وترمى على لأرض ويجعلون تلك المنطقة النظيفة وكأنها سلة مهملات (أعزكم الله) وكذلك يفعلون مع الحيوانات أيضاً.
ج – فترة الطعام:
يلاحظ أن بعض الصيادين عندما تأتي فتره من فترات الطعام يذهبون إلى منطقة نظيفة ويتم الاستعداد للطبخ ويخرجون الأواني والخضراوات والأرز و و و الخ. وبعد الانتهاء من الطعام ويريدون الذهاب تعال أخي العزيز لنرى ماذا تركوا في تلك المنطقة من مخلفات بقايا الطعام وعلب العصائر والمشروبات الغازية المتناثرة هنا وهناك. سؤال يحيرني دائماً لماذا لا تجمع هذه المخلفات ويتم وضعها في حفره ومن ثم يتم حرقها وبعد ذلك يتم دفنها؟ هل هذا صعب عليك أخي الكريم؟؟
ثانيا:عدم الإسراف في الصيد
لماذا نسرف في الصيد؟؟ يجب على كل من حمل السلاح ووضع على يمينه الصقر وعلى من أطلق الكلاب أن يسأل نفسه هذا السؤال لماذا نسرف في الصيد؟؟ هل لأننا مهملون في تعاليم ديننا أم الخوف من ندرة الصيد أم هي هواية فقط أم هو التفاخر بين الناس. يجب علينا أن نأخذ من الصيد كفايتنا فقط ولا نسرف ولا نفتخر بالصيد لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور} سورة لقمان: 18. و لكن يجب علينا أن نشكر الله ونحمده على هذا الصيد الذي رزقنا إياه لقوله تعالى {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} سورة ابراهيم، من الآية 7. والبعض من الصيادين هداهم الله يصيد كل ما يواجه طريقه إن كان هذا الشيء يؤكل أو لا يؤكل كالثعلب و الغراب والنسور والفنك. هل هي المتعة فقط؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
أخي الكريم يوجد لدي سؤال لك أرجو أن تستطيع الإجابة عليه: هل أعداد الطيور والحيوانات المستوطنة لدينا اليوم هي بنفس أعدادها من قبل عشر سنوات أو من قبل خمسة عشر سنة؟؟
ابصم لك بالعشرة بأنك سوف تقول لا لا أعدادها نقص بشكل ملحوظ والبعض منها انقرض ولم نعد نراه في أراضينا. إذاً ماهو السبب؟ بكل بساطه هو الإسراف في الصيد. أرجو منك أخي الكريم أن تأخذ المسألة بجدية أكثر في المستقبل.
ثالثا: آداب و أخلاقيات الصيد
- التوكل على الله و ذكر الأدعية الخاصة بالسفر ونزول المكان.
- الصياد المحترف المؤدب يعاف صيد الطيور التي لاستطيع الطيران. ان يختار الصياد الأيام التي لا مطر فيها لان المطر يجعل الطرائد لا تستطيع الطيران أو تختبي وتصبح سهلة الصيد. ومنه عدم تعذيب الطريده والاحسان اليها.
- عدم صيد الحيوانات التي تلجا للصيادين بسبب العطش أو قسوة البرد.
- عدم صيد الطيور في أعشاشها لاحتمال وجود صغار في العش.
- عدم صيد الطيور ليلاً لان هذا من أساليب الغدر المنهي عنها.
- عدم صيد الحيوانات في جحورها وإنما يتم صيدها بواسطة المطاردة والجهد.
- عدم ترك مخلفات الصيد من ريش أو جلد أو بقايا طعام ولكن تجمع وتوضع في أماكن بعيده.
- عدم قطع الأشجار الكبيرة أو إحراقها لغرض الشوي أو إعداد الطعام.
- عدم الإضرار بالأرض وما عليها من نباتات تحتاجها الماشية والحيوانات البرية على حد السواء.
- عدم الدخول بالمزروعات الخاصة بالفلاحين.
- الرفق بالحيوانات.
- ومن أخلاق الصياد أن يكون رحيما ،فلا يصطاد الغزال الحامل أو المرضعة ولا يصطاد الحيوان المصاب وما لا يؤكل وأن لا يصطاد بإسراف فوق حاجته.

تم نشر هذه المقالة من قبل صفحة “من أجل حماية الحياة البرية في الجزائر”.
Thanks!
You are welcome!
thanks but still not fruitful with the info